لماذا في بعض الأحيان نرى اشخاص اذكياء لكن غير ناجحين بحياتهم الشخصية على عكس بعضهم لا يمتلكون الذكاء الكافي الا انهم ناجحين في حياتهم. تكمن المشكلة إن كل معرفتنا حول الذكاء مقتصرة على الذكاء المنطقي فقط ومهملين الجانب النفسي أو ما يسمى الذكاء العاطفي (قدرة الشخص على فهم نفسه وانفعالاته ويطاوعها ويستجيب لها استجابة صحيحة).
و لعلك تساءلت دائمًا عن قدرة بعض الأشخاص على التحكم في انفعالاتهم وعواطفهم ومشاعرهم وردات الفعل في المواقف التي يمرون بها في حياتهم، وهذا التساؤل منطقي جدًا للبعض. فعلى سبيل المثال، كيف يستقبل البعض خبر وفاة شخص عزيز عليهم؟ كيف ينجح البعض في إظهار الفرحة والامتنان لمن حولهم؟ وأسئلة كثيرة نطرحها بحثًا عن إجابة منطقية، يمكنها أن تفيدنا نحن على المستوى الشخصي. ومن هنا بدأ مصطلح الذكاء العاطفي يظهر في العلوم، وأصبح هناك العديد من الأشخاص الذين يدرسون هذا النوع من الذكاء من أجل الاستفادة منه، ولكي يتعلمون كيف يمكنه أن يصبح أسلوب حياة بالنسبة لهم.
لذلك غالبية الناس الناجحة ليس معامل الذكاء هو السبب في نجاحهم ولكن هناك مجموعة من الأسباب المنطقية التي يجب عليك معرفتها.
اهم معامل الذكاء العاطفي هي فهم النفس وانفعالاتها وضبطها وعدم القدرة على ملاحظة مشاعرك سوف يجعلك تحت رحمتها الوعي بمشاعرك وانفعالاتها هي أهم خطوات الذكاء العاطفي .
لا تعني إدارة المشاعر السيطرة عليها، وإنّما التحكم بكيفية التعامل معها، فالمشاعر هي إشارات تُنبّه الشخص لحدوث شيءٍ ما، والوعي بها خطوة مهمة، ولكن ذلك لا يُجدي نفعاً ما لم يتمكن الشخص من توجيه مشاعره بطريقةٍ صحيّ.
يجب أن يكون الشخص إيجابياً في مواجهة الصعوبات، بحيث يضع أهدافه نُصب عينيه ويسعى جاهداً لتحقيقها، بل ويكون مصدر إلهام لمن حوله.
لذلك يعد الذكاء العاطفي هو جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية وله اهمية توازي او تتجاوز اهمية الذكاء المنطقي الIQ.
كتابة: رنا محارمه
تدقيق ومراجعة: منى الحجايا
المرجع:
كتاب الذكاء العاطفي - دانيال جولمان