قد يكون تكوين الصداقات من أكبر مخاوف الطلبة الجدد في الجامعة؛ نظرًا لأن أصدقاءهم في الثانوية قد ذهبوا إلى كليات وجامعات مختلفة أو حتى إلى بلدان أخرى وبالتالي سيحتاجون إلى تكوين صداقات جديدة. لكن لماذا يعد تكوين الصداقات في الجامعة أمرً مهمًا؟ وهل يعتبر أمرًا صعبًا؟
حقيقةً، ليس صعبًا إلى هذا الحد، وفي هذا المقال العديد من النصائح التي من شأنها مساعدتك في فعل ذلك.
ربما تعتقد أنك لست بحاجة إلى تكوين صداقات جديدة لأنك ستخرج من الجامعة في غضون 4 سنوات، أو ربما أقنعت نفسك بأنك ستكون على ما يرام دون أصدقاء.
في الحقيقة ستكون الجامعة مرهقة للغاية في بعض الأحيان حتى بالنسبة للطلاب المتفوقين؛ لذا ستكون بحاجة إلى شخص ما لتتحدث معه عما يُقلقك أو ما يزعجك؛ ونظرًا لأن كل شخص من أصدقاء الثانوية قد سلك طريقًا مختلفًا في حياته وانتهى الأمر بكل منهم في جامعة أو بلد مختلف، لن تستطيع الاستعانة بهم في أوقاتك العصيبة.
لذا بدون صديق أو اثنين في الجامعة ستزيد فرصك في الإرهاق كما أنك لن تشعر بالسعادة، وستكون الجامعة من أسوأ المراحل التي تمر بها دون رفيق يساندك وتسانده.
ابحث عن مجموعات الطلبة الجدد على الفيسبوك الخاصة بجامعتك وتخصصك وانضم إليها؛ فمن خلال هذه المجموعات يمكنك التعليق على المنشورات ومشاركة المعلومات وبالتالي ستصبح شخصًا مألوفًا لدى البعض كما سيصبح بعض الأشخاص الذين تواصلت معهم مألوفين بالنسبة لك، مما يسهل عملية التواصل في الحرم الجامعي.
إذا التحقت بسكن جامعي حاول تقديم المساعدة لزملائك الآخرين في السكن، فهذا يساعدك على تقديم نفسك لهم واكتشاف بعض اهتماماتهم التي قد تكون مشابهة لاهتماماتك.
من الضروري القيام بذلك لتكوين صداقات في الجامعة، حيث أن الطلاب المنعزلين والمنغلقين على أنفسهم لن يرغب أحد بالحديث معهم.
لذا حاول التفاعل مع زملائك قدر الإمكان وكن منفتحًا واحرص على تقديم نفسك لكل شخص جديد تقابله.
تقيم الجامعة بالتعاون مع اتحاد الطلبة فعاليات وجولات إرشادية للطلبة المستجدين باستمرار مما يتيح لك فرصة لقاء زملائك في التخصص، لذا تأكد من أن تحضر هذه الفعاليات لتتعرف على أكبر قدر ممكن من طلاب دفعتك، وبذلك تستطيع تكوين الصداقات.
تتيح الجامعة الكثير من أماكن التجمعات للطلاب. احرص على التجول في هذه الأماكن ولا تبقَ في مكان واحد ليتسنى لك التعرف إلى الطلاب من مختلف الثقافات والخلفيات الاجتماعية والأكاديمية.
من المهم أن يكون لديك أصدقاء في مجال تخصصك لتتمكن من تبادل المعلومات معهم، وخوض النقاشات المتعلقة بمواضيع معينة في تخصصك، سوف يساعدك ذلك على إثراء معلوماتك وتقوية علاقتك بهم.
يمكن أن تشعر بالوحدة لساعات طويلة عندما تدرس في المكتبة لوحدك، فلماذا لا تنضم إلى المجموعات والحلقات الدراسية أو تكون مجموعة دراسية مع أصدقائك، ستكون الدراسة بهذه الطريقة ممتعة ومفيدة بشكل أكبر، كما سيتيح لك ذلك التعرف إلى الأشخاص الذين يشاركونك اهتماماتك في المجموعة.
إذا كان لديك محاضرة في قاعة أو مدرج كبير لا تعرف فيه أحدًا، فلا تنعزل بنفسك بعيدًا عن الآخرين، بل اجلس إلى جانب الأشخاص الذين لا تعرفهم وتعرف عليهم.
يمكنك اقتراح تنظيم رحلة للغداء مع طلاب دفعتك. أو يمكنك دعوة أحد زملائك لتناول طعام الغداء معك بعد المحاضرة، وهذا من شأنه مساعدتك في تكوين المزيد من الصداقات.
توفر الجامعة العديد من الأنشطة الاجتماعية والرياضية والفنية التي يمكنك اختيار ما يناسب اهتماماتك منها؛ لذا احرص على الانضمام إلى أحد هذه الأندية.
ستحيط نفسك بهذه الطريقة بالأشخاص الذين يشاركونك اهتماماتك، وباالتالي فهي أفضل طريقة لتكوين الصداقات في الجامعة.
احرص على متابعة الفعاليات والأنشطة اللامنهجية التي تقيمها الجامعة واتحاد الطلبة أيضًا. قد يبدو الأمر روتينيًا في البداية، لكن إذا التزمت بفعل ذلك ستقابل أشخاصًا يجعلونك ترغب في متابعة الانضمام لهذه الأنشطة باستمرار.
حاول البحث عن أحد اللجان الجامعية التي تقع ضمن مجالات اهتماماتك وانضم إليها. ذلك من شأنه أن يُلقي بعض المسؤولية على عاتقك داخل مجتمع الجامعة، كما سيجعلك تلتقي بالكثير من الأشخاص الجدد والأصدقاء المحتملين.
بدلًا من العودة إلى المنزل للدراسة يمكنك الجلوس في أماكن الدراسة التي توفرها لك الجامعة، حيث تعتبر هذه أحد الأماكن التي يتجمع فيها الطلبة بشكل كبير، وبالتالي فهي من الطرق المثالية لتكوين الصداقات.
يمكنك دعوة زملائك الجدد إلى القيام ببعض الأنشطة سواء داخل الحرم الجامعي بحضور فعاليات معينة أو خارج الحرم الجامعة بالذهاب للتنزه في مكان ما أو تناول الطعام، ذلك من شأنه تقوية علاقتك مع زملائك وبالتالي تكوين المزيد من الصداقات.
كن مبادرًا ولا تخف من تقديم نفسك للآخرين. حاول الانخراط في مجتمع الجامعة قدر الإمكان لتستطيع التعرف إلى أشخاص من مختلف الثقافات والاهتمامات.
لا تتسرع أو تُصَب بالذعر إذا لم تستطع إيجاد صديق مقرب بسرعة؛ فالصداقة الحقيقية تأتي في الوقت المناسب ولا تحدث على الفور، لذا كن اجتماعيًا ولا تتردد من التعرف على الكثير من الأشخاص، وستجد في النهاية الشخص الذي يشاركك اهتماماتك ويصبح صديقك المقرب.
كتابة: يارا بوشناق
مراجعة: منى الحجايا
المراجع