عشرون عاماً عن الجامعة الأردنية

عشرون عاماً وشعوري بالحزن يتكرر كلما مررت من أمام بوابة الجامعة الأردنية و لم يفارقني  حتى ولكنني كنت دائماً أعوضه بأولادي الذين كنت أسعى جاهدة أن يكونوا من المتفوقين في دراستهم يعوضون جزء من أحلامي و يحققوها ويلتحقون في الجامعة ويحققون ما لم أستطع تحقيقه، إذ إنني كنت دائماً متفوقة في دراستي لكن شاءت الأقدار أن لا أكمل تعليمي وأن أتزوج وأصبح مسؤوله عن بيت وأطفال ...في سنة٢٠١٩  تقدم ابني الأكبر لامتحانات التوجيهي وقد اضطررت بفترة امتحاناته أن أسافر لمساعدة والدي الذي أصيب بمرض نادر بالأعصاب،وعرفت نتيجة ابني الذي لم ينجح وانا بالمستشفى،وهذه الصدمه لي جعلت والدي يقرر أنني من سأدرس لعلمه بحبي للدراسة والعلم، كما إنني وجدت الكثير من الكلام المحبط "شو بدك بالدراسة،بعد ما شاب ودوه الكتاب، بهاد العمر صارت بدها تدرس؟" ولا أحد كان يعلم مدى فرحتي بقرار والدي بأن ألتحق بالجامعة الأردنية التي طالما حلمت بدخولها.

قدمت طلبي وكنت خائفة من عدم قبولي على البرنامج الموازي، و بفضل الله قُبلت وبكيت كثيراً من شدة فرحي ووجدت الدعم من كل من يحبني زوجي وأهلي وأولادي وصديقاتي ،وبدأت رحلة التعليم التي تركتها منذ أكثر من عشرين سنة، وجدت الدعم من دكاترتي والطلاب الذين كانوا بعمر أولادي وحاولت بكل طاقتي أن أوفق بين دراستي وواجباتي مع أولادي ومع العائله وأن لا أقصر في شيء، ولا أستطيع أن أنكر أني في بعض الأحيان كنت أشعر باليأس لأن قدرتي على الحفظ والدراسة ليست كباقي الطلاب.

لكن بفضل الله وإصراري أن أصل لما أريد ولا أتنازل عن الفرصة التي حصلت عليها حصلت على معدل٤/٤ أول فصل دراسي وهذا جعلني أستمر لكي ابقى على الحفاظ على درجة الامتياز وأحصل في كل فصل على منحة الطالب المتميز. وبفضل الله في السنة الثالثة  معدلي٣.٨ 

ونصيحتي لكل من يريد أن يحقق حلمه وشعر  يوماً باليأس، توكل على الله وليكن ايمانك بأنه وحده ولي التوفيق بعد أن تجتهد وتثابر وتعمل كل ما بوسعك ولا تستمع لكلام أحد.

وكنت دائماً أحاول تشجيع الطلاب الذين يشعرون بأنهم سوف يفشلون وأقول" اللي قدرو يدرسوا وينجحوا مش أحسن منك"ودائماً أشعر بالفخر عندما أرى المتفوقين الذين هم بعمر أولادي وأدعو لهم بالثبات والتفوق دائماً، وأدعو الله أن يوفق أولادي ويعوضني بهم خيرا.

 مراجعة: منى الحجايا