منحنى النسيان والذاكرة

2022-04-09
منحنى النسيان والذاكرة

  قام الطبيب النفسي الألماني هيرمان إبينجهاوس بدراسة تجريبية للذاكرة وتحديد كيفيّة النمو والتطور بالذاكرة، وميّز بين أنواع مختلفة من الذاكرة، ومن أهم أعماله كان منحنى إبينجهاوس الذي ركّز على فرضية ضعف الاحتفاظ بالمعلومات في الذاكرة مع مرور الوقت. كما وأنه قام بالعديد من التجارب في علم النفس التجريبي.

 

تجارب إبينجهاوس للذاكرة

  قرر إبينجهاوس في ذلك الوقت إثبات دور العمليات العقلية العليا، والتي يمكن دراستها من خلال التجارب ولذلك قرر استخدام بعض الرموز الصوتية وبعض الأدوات الأخرى التي تساعده على التحكم بالمتغيرات المربكة التي يُمكن حدوثها. ومع ذلك كان إبينجهاوس بحاجة إلى قائمة من الكلمات التي يمكن حفظها بسهولة؛ ولكنها لا تحمل معرفة أي أنها تعتبر من الكلمات التي لا معنى لها وأن الحرف الساكن لا يتكرر والذي له أن يؤثر على النتائج.

   بعدما انتهى إبينج من الكلمات ذات المعنى، كان لديه 2300 مقطع للاختيار من بينها وحفظها، وكان ينتج مقاطع عشوائيًا من الصندوق ودونها في دفتر الملاحظات وكان يقرأها ويحاول تذكرها. وعلى الرغم من وجود بعض الانتقادات بخصوص عمله إلا أنه يبقى في المقام الأول وذلك بفضل الإنجازات التي قدمها في المجالات المتعلقة بالذاكرة، وكانت أبحاثه تدور دائمًا حول مواضيع الذاكرة والتي نتائجها لا تزال ذات أهمية حتى يومنا هذا، وكما يُمكن القول أن أشهر أعماله كان "منحنى النسيان".


 

ما هو منحنى إبينجهاوس؟

  يظهر منحنى النسيان كيفيّة فقدان الفرد للمعلومة أ المعرفة المخزّنة في الدماغ مع مرور الوقت إذا لم يحاول الفرد تذكرها بين الفترة والأخرى والاحتفاظ بها، ومن المفاهيم ذات الصلة بالمنحنى هي قوة الذاكرة؛ والتي تشير لقابلية الذاكرة على الاستمرارية في عملها من حيث التذكر والاحتفاظ في المعلومات؛ إذ أنه كلما كانت الذاكرة أقوى، يسهل على الشخص التذكر بسهولة. وتعتمد سرعة النسيان على المواد المحفوظة من حيث؛ أهميتها وبعض العوامل الفسيولوجية كالإجهاد والتوتر وقلة النوم. ومع ذلك فإنّ معدل النسيان لا يختلف كثيرًا من فرد لآخر.


 

بعض النظريات المرتبطة بـ منحنى النسيان

   بالإضافة إلى منحنى النسيان، كان إبينج أول شخص يصف منحنى التعلم في الوقت ذاته؛ على الرغم من أنه لم يذكر مصطلح "منحنى التعلم" وقدّم كثيراً من المخططات في هذا المجال وأشار للكثير من النظريات. إذ يشير منحنى التعلّم إلى سرعة الفرد في تعلّم معلومات أو معارف جديدة، ويشير إلى أنّ الاحتفاظ بالمعلومات يزداد تدريجيًا مع تكرار المعلومات التي يرغب الفرد بتعلمها وحفظها في الوقت ذاته. و كما أشار إبينجهاوس أثناء اكتشافه لمنحنى النسيان إلى تأثير الأفراد في التعلّم والمقصود به تعلّم الفرد شيئًا أكثر من الضروري وزيادةً عن الحد؛ سيؤدي لنتائج عكسية وإنخفاض مستوى منحنى النسيان؛ وبالتالي نسيان الكثير.


 

كيفية التغلّب على منحنى النسيان

  في حين أنّ هناك بعض الأمور التي تسهم في سرعة النسيان لا يمكن تغييرها، قال إبينج أنّ التدريب على بعض الطرق قد تساعد في التغلّب على النسيان والزيادة من قوة الذاكرة.

من أهم هذه الطرق:

الابتكار يحفز الذاكرة

  يفضل دائماً استخدام طرق مبتكرة وجديدة عند الحفظ ويكون ذلك الابتكار باستخدام اللحن الغنائي الذي يساعد على الحفظ؛ مثل الطريقة التي يحفظ بها الأطفال الحروف الأبجدية؛ حيث يصعب نسيانها عندما يتم حفظها بهذه الطريقة.

 

المباعدة بين فترات المراجعة

إنّ إعادة استذكار المعلومات تساعد على تعزيز المعلومات في الذاكرة؛ عندما تكون وفق الحد الطبيعي؛ ولكن يفضل دائمًا المباعدة بين فترات المراجعة بدلًا من تكرار الدراسة في فترة قصيرة حيث تكون بنتيجة إيجابية أكثر. بالرغم من أن هناك الكثير من الأشخاص غير مؤيدي لفكرة المنحنى والأفكار المرتبطة به إلا أنها لاقت نجاحًا كبيراً في مجالاتٍ عدة، وعادت بالفائدة الكبيرة على الكثير من الناس.

 

كيفيّة المحافظة على صحة الذاكرة

  يعاني الكثير من الأشخاص من النسيان ويعزى السبب للكثير من العوامل؛ لذلك إليك بعض الأمور التي يمكن القيام بها للمحافظة على صحة الذاكرة والتقليل من النسيان:

  • قلل من السكريات.
  • زيت السمك مفيد جداً.
  • خصص وقتاً للراحة.
  • النوم بشكل كافٍ.

 

 

كتابة: أماني مذكر

مراجعة: منى الحجايا
 

المراجع:

https://blog.wranx.com/ebbinghaus-forgetting-curve

https://www.edapp.com/blog/ebbinghaus-forgetting-curve/

https://www.healthline.com/nutrition/ways-to-improve-memory

 


 

هل كانت هذه المقالة مفيدة؟

التعليقات (0)

user logo
0 / 200