كيفَ انطلقُ إلى الحياة العملية؟

2022-04-08
الحياة العملية بعد التخرج

ربما يفصلكَ الان أيام قليلة على انتهائك من المرحلة الدراسية و انتقالك إلى العالم الخارجي (العملي)، أو ربما تكون قد انتهيت بالفعل من المرحلة الدراسية و تستعد للخروج لحياتك العملية

أبشرك،حانَ الوقت لبدء مرحلة جديدة في حياتك.

 

قد تسأل نفسكَ، كيف سأكونُ قادراً على الانطلاق إلى مرحلة جديدة؟ و كيف سأستطيعُ النجاح في ذلك؟


 

لا تقلق! الأمر ليس بتلكَ الصعوبة، لكنهُ يحتاج منكَ القليل من التنظيم و الإرادة، لا تنسى بأن الفرص المناسبة لن تأتي إليك، عليكَ بصنع فُرصك بنفسك، و بذل مجهودك في دربك من أجل  تطوير نفسك و اكتساب الخبرة والمعرفة التي سوف تجعلكَ مؤهلاً للانخراط في الحياة العملية والنجاح فيها.


أهم النصائح التي سوف تساعدك في طريقك إلى الحياة العملية:


 

 كُن واثقاً بنفسك

 

لا تنسى بأن ثقتك بنفسك و سعيكَ وراء فرصة العمل التي ترغب بها، سيجعلك قادراً على التغلب على الصعوبات في الحياة العملية، قُم بإخبار نفسك دائماً بأنك قادر على فعل كل ما يتطلبهُ الأمر للوصول إلى ما ترغب به، مثلاً أخبر نفسكَ: أنا سوف أنجح بالوصول إلى ما أريد، لن أستسلم، أنا مؤهلٌ للقيام بذلك العمل، إرادتي قوية و سوف أكونُ مبدعاً للغاية، ولا تلتفت للمُحبطين وكن مؤمن بذلك كامل الإيمان.

 

أذ ان الثقة بالنفس كفيلة بتجهيزكَ للحياة العملية و إزالة الخوف والتردد من طريقك، لكي تكونَ أكثر تركيزاً على هدفك، بل و كفيلة أيضاً بإمدادكَ بالطاقة الإيجابية اللازمة للاستعداد لانطلاقكَ إلى حياتكَ العملية الجديدة.
 

 كُن منظماً ومستعداً

 

قُم بتنظيم مهامكَ بالطريقة الصحيحة، أي يمكنكَ البدء بجدول منظم يساعدكَ على ترتيب أفكارك، و رسم نقطة البداية، على سبيل المثال: تحديد نقاط قوتك و تطويرها، وتحديد نقاط ضعفك و العمل على تحسينها، ويمكنك أيضاً استخدام دفاتر الملاحظات و جدول المواعيد التي يذكرك دائماً بانجاز مهامك بالوقت المحدد وتنظيم وقتك بالشكل الصحيح، استخدام تطبيقات تنظيم الوقت أيضاً يساعدك في تحقيق ذلك، ومن هذه التطبيقات:

1- Focus Keeper - Time Management

2- Trello

3- Power Planner

4- Todoist

5- Toggl

 

أحد أهم الأسباب التي تجعلك مُبدعاً في حياتك العملية، هو تنظيم وقتكَ و مهامكَ بالطريقة الصحيحة، التنظيم في الحياة العملية يساعدك على تحمل الضغط أثناء المهام الصعبة وبالتالي إنجاز عملك بشكل أفضل،


 

قُم بتقديم نفسكَ بطريقة صحيحة و مُحترفة 

 

تقديم نفسك في محيط الحياة العملية يكون من خلال هذه الجوانب المهمة:

أولاً: المظهر الخارجي و مكان العمل

المظهر الخارجي يساعدك على أن تكون مستعداً للحياة العملية، مثل :

1- اختيار الملابس الصحيحة لمحيط العمل، فليسَت جميع أنواع الملابس ملائمة لمكان العمل.

2- المحافظة على نظافة المظهر الخارجي 

3- عدم الإفراط في وضع الاكسسوارات الغير مناسبة.

4- المحافظة على نظافة وتنظيم المكتب.

5- التعامل بطريقة جيدة مع زملاء العمل.

6- إنجاز المهام في وقتها بدقة.

7- اتباع قواعد وتعليمات مكان العمل.

 

ثانياً: التعريف بنفسك بطريقة صحيحة 

 

الانطباع الأول الذي تتركه في حياتك العملية، له تأثير كبير في هذه المرحلة، حيث أن التعريف بنفسك بالطريقة الصحيحة مع استخدام الكلمات الملائمة والسياق المناسب، يدل على استعدادك الكامل للانخراط في محيط العمل، ويمكنك تحقيق هذه الخطوة المهمة من خلال مراعاة بعض الأمور التالية:

أ- التعريف بنفسك من خلال التعريف عن نفسك واسمك و مؤهلك الدراسي وخبرتك العملية، وإظهار شغفك للعمل و دافعك لهدفك الذي تسعى إليه، من خلال مقابلات العمل.

ب- التحكم بلغة جسدك، أي : التحدث بصوت واضح و مليء بالثقة بالنفس، التواصل وجهاً لوجه و إظهار الاهتمام بالشخص المقابل من خلال إلقاء التحية بشكل جيد وترحيبي، الجلوس بطريقة صحيحة ورسمية أثناء مقابلات العمل و محيط العمل، التفاعل مع الشخص المقابل و إظهار الاحترام و الاهتمام به، كأن تحاورهُ  تجيب على أسئلته، ولا تقم بالانشغال بأمور غير ضرورية تعمل على تشتيت الانتباه،  مثل: الهاتف أو النظر خارج النافذة.

ج- قم بإظهار القيمة التي سوف تضيفها بانضمامك لمحيط العمل، أي: إظهار نقاط قوتك و مواهبك، و مؤهلاتك التي تجعلك قادراً على الإبداع في هذا العمل.

د-  معرفة بيئة العمل، إظهار اهتمامك بمحيط العمل الموجود فيه، وتمييز الفرق بين بيئات العمل التي تتطلب منك أن تكون ودوداً أو رسمياً أكثر.

 

أما بما يتعلق بمعرفة بيئة العمل التي تتجه إليها، حيث يمكنك قراءة بعض المعلومات عن مكان العمل قبل الذهاب إليه، لتكون على معرفة ببيئة العمل التي ترغب بالانضمام لها، يمكنك قراءة بعض المعلومات عن مكان العمل، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أو الموقع الخاص بالعمل.

 

 قم بالتواصل مع الآخرين بطريقة فعالة واستغل وقتك بالشكل الصحيح

 

محيط العمل يتطلب منك الكثير من الدقة والمسؤولية، واستغلال وقتك باكتساب المعرفة، يجعلك متسعداً للانخراط في الحياة العملية، كالوصول إلى مكان عملك مُبكراً، السعي دائماً إلى تطوير نفسك وخبرتك، تسليم المهام في وقتها المحدد.

قُم بالتواصل وطلب المساعدة من زملائك بالعمل إذ أن مشاركة المعلومات والخبرة، تتيح لكَ الفرصة لتطوير نفسك وخبرتكَ العملية.

 

 استغلال فرص العمل وبناء علاقات عملية 

استغلال الفرص العملية يضمن لكَ التوجه الصحيح نحوَ الحياة العملية، كما أن التواصل الفعال مع زملائك بالعمل يتيح لكَ الفرصة لمشاركة وتبادل الخبرات مع أصحاب المعرفة وتطورمهاراتكَ العملية، ويُعدُكَ بالشكل الصحيح للانطلاق إلى بيئة عملية مميزة. 

 

 قُم ببناء سيرة ذاتية مميزة 

لا تنسى بأنك سوف تحتاج إلى العديد من الخبرات العملية التي سوف تساعدك على الانطلاق إلى حياة عملية ناجحة، ويمكنك توثيق هذه المعرفة والخبرات في سيرتك الذاتية، قُم بتطوير نفسك في المجال العملي الذي تريد التوجه إليه، كحضور الورشات التدريبية، و الدورات و المحاضرات التثقيفية، التي سوف تساعدك على تكوين خبرة ومعرفة في المجال العملي، و تجعلكَ مستعداً للانخراط في الحياة العملية.

 

كُن واقعياً في هدفك وطموحك

"رحلة الألف ميل، تبدأ بخطوة"

لعل أهم ما سوف يجعلكَ تصل إلى أهدافك هو أ، تجعل هذه الأهداف واقعية، حتى تتمكن من تحقيقها، إذا قمت بوضع أهداف مستحيلة، فسوف تُصاب باليأس عند انخراطك في الحياة العملية، قُم بالصعود تدريجياً على السلم، لا يوجد شخص قد أصبح في منصب ( مدير شركة / مؤسسة) أو (مُشرف قسم معين) في يوم واحد، بل إن ذلك يتطلب العديد من الخبرة والمسؤولية والوقت.

  لا تتسرع في رسم خُطط و أهداف مستحيلة، ارسم خُططاً واقعية و مُحددة للوصول إلى هدفك.

 

 اتخذ القرار الصحيح 

من أهم الأمور التي تجعلك ناجحاً في حياتك العملية، هي اختيارك للقرار الصحيح، أي: أين تريد أن تتجه؟ في أي محيط عملي ترغب بالانخراط فيه؟ ما هو العمل الذي تبدع فيه؟ 

لا أحد يستطيع أن يقرر عنك هذا القرار المهم في حياتك، و لن تستطيع الاستمرار في مكان أنت لا ترغب بالوجود فيه، لمجرد أن والديك أن أصدقائك أخبروك بأنه المكان المناسب لك.

 

 معرفة متطلبات سوق العمل (المجال العملي)
 

كن دائماً على اطلاع على مُتطلبات الحياة العملية، والتغييرات التي تحدث فيها، لتكونَ مواكباً لهذه التغيرات والتحديات، معرفة البيئة العملية التي تتجه إليها يجعلك قادراً على الانخراط فيها بنجاح، و أكثر احترافية عند بدء العمل فيها.

 ابحث عن مصادر تساعدك على معرفة بيئة العمل من حولك مثل المواقع الرسمية للمجالات العملية و مواقع التواصل الاجتماعي التي يقوم الأشخاص ذو الخبرة بمشاركة معلوماتهم عليها، وقم بقراءة هذه المصادر باستمرار لتراقب جميع المفاهيم والمعلومات المُتجددة في المجال. 

 

 تقبل النقد البناء من ذوي الخبرة

تقبل ملاحظات ذوي الخبرة في مجالك العملي، مثل : مديرك أو مشرفك، لا تشعر بالإحباط أو الغضب، لأن هذه النصائح والملاحظات سوف تساعدك على تطوير نفسك وتقليل نسبة الخطأ عند أدائك للمهام، و إذا قمت بمهمة خاطئة، تقبل ذلك، واسعى لتفاديها في المرات المقبلة.

 لا تخف من الأخطاء، الاستعداد للوقوع في الخطأ هو أول خطوة للتعلم، قم بتحدي نفسك وابذل مجهوداً لاكتساب المعرفة، لأن ذلك سوف يجعلك أكثر استعداداً لمواجهة الحياة العملية وتطوير نفسك فيها.

 

 قُم بتحديد نقاط قوتك و اعرف ذاتك

لكي تكون قادراً على النجاح في الحياة العملية، يجب عليك معرفة مهاراتك ونقاط قوتك وتطويرها، وتحسين نقاط ضعفك، لكي تنجز مهامك بدقة أكثر والنجاح في مجالك العملي، معرفة الذات وتقييم نفسك هما مفتاح المعرفة والتطور، وحُب ذاتك يجعلك قادراً على الثقة بقدراتك.

 

تذكر دائما النجاح في الحياة العملية يتعلق بقوة الثقة في النفس و بالتخطيط المُنظم، سوف تكون مُحاطاً بالتحديات من حولك، لذا عليكَ أن تتحلى بالصبر والإرادة القوية التي سوف تجعلك مستعداً لمواجهة هذه التحديات وبدء مرحلة جديدة مميزة في حياتك، ثقتك بنفسك و تطوير مهاراتك في هذه المرحلة سوف يجعلك مُستعداً و مؤهلاً للانخراط في حياة عملية ناجحة.


 

كتابة: الهام الديري

تدقيق ومراجعة: منى الحجايا

المراجع:

  1. https://www.indeed.com/career-advice/interviewing/body-language-during-interview/
  2. https://www.indeed.com/career-advice/career-development/introduce-yourself-professionally/
  3. https://www.kellyservices.ca/ca/careers/career-resource-centre/job-search-strategies/tips-for-presenting-yourself-in-a-professional-manner/
هل كانت هذه المقالة مفيدة؟

التعليقات (0)

user logo
0 / 200