التفكيرُ في مستقبلك مُبكراً يجعلُ حياتكَ أكثرَ قيمة

2022-04-08
التفكير في مستقبلك مبكرا

 تُعرف عملية التفكير في المستقبل أيضاً بعملية البحث والاستكشاف، بما يدعى ب ( prospection ) 

وهي عملية تساعدنا على بناء حياة مليئة بالإنجاز والعطاء، وهذا ما قالته الباحثة: Summer Allen حول ذلك.

 

هل تعلم بانك تبدأ بالتنبؤ حول مستقبلك بناءً على ما رأيته من تجارب الآخرين وخبراتهم، أو بناءً على ما قرأت عنه في الكتب أو ما شاهدتهُ في الأفلام، فإن التفكير مُبكراً في المستقبل يجعلك تسأل نفسك العديد من الأسئلة، و يجعلكَ تتنبأ بالكثير من الأفكار والخُطط المستقبلية التي ترغب بها.  فتسأل نفسك:

 

 هل من الصحيح أن أبدأ بالتفكير في المستقبل الآن؟

هل ما زال الوقت مُبكراً؟ ما هو المستقبل المثالي الذي أطمح إليه؟ 

ما هي المهنة التي أرغب بالعمل بها؟ هل سوف أحقق أهدافي؟

 

في البداية، يجب أن نعلم بأن التفكير مُبكراً في المستقبل، يمنحنا قوة وحافز كبير، بل وأنه سبب مهم للنجاح والتميز.

إذن، كيف يتحقق ذلك؟ هنا نسرد لك 12 فائدة من فوائد التفكير مُبكراً في المستقبل:

 

1- اتخاذ الفرد قرارات صائبة وناجحة 

واحدة من أهم فوائد التفكير مُبكراً في المستقبل هي مساعدتنا في اتخاذ القرارات الصحيحة، أذ أن هذا التفكير يجعلنا أكثر قدرة على تنمية مهاراتنا في الوقت الحالي و صقلها استعداداً للمستقبل، ويجعلنا صبورين و حكيمين في اتخاذ القرارات الصحيحة، و يمنع تعجُلنا الذي يجعلنا في بعض الأحيان نقوم باتخاذ قرارات خاطئة فنندم عليها لاحقاً.

 

وهذا ما يؤثر على قرارات الفرد من خلال مثلاً  حضور ورشات تدريبية أو قراءة معلومات مفيدة لتساعده على اكتساب الخبرة والمعرفة من أجل تحقيق هدفه الذي يطمح إليه وخُطة مرسومة في ذهنه من أجل مستقبله.
 

فيصبح الفرد قادراً على اتخاذ قرارات صائبة منذ الأن، أي الوقت الحالي ومُستعداً للقرارات المستقبلية أيضاً وبالتالي فإن التفكيرمُبكراً في المستقبل يجعلكَ أكثر تنظيماً في وقتك الحالي، يضمن عدم إضاعة طموحك وجهدك يحفز طاقاتك بطريقة صحيحة لاتخاذ قرارات سديدة ويُكسبك المعرفة التي سوف تبني شخصيتك و خبرتك المستقبلية.


 

2- التحفيز لتحقيق الأهداف

 

قُل لي هل عندما تفكر بإيجابية في مستقبلك، ألا تشعر بطاقة وتحفيز هائل؟ 

هذا التحفيز سوف يمُدك بالحماس اللازم للسعي في تحقيق هدفك، أي أنك سوف تشعر دائماً بأن حلمك قريبٌ منك وعليك أن تفكر فيه باستمرار من أجل تحقيقه، ولكن لا تنسى بأنه من أجل فعل ذلك، تفكيرك يجب أن يكون إيجابياً، فإن كان تفكيرك سلبياً سوف تشعر بأن تحقيق حلمك أقرب للمستحيل، و لن يدفعك حافزك لبذل الجهد من أجل تحقيق أهدافك، فاجعل تفكيرك دائماً إيجابياً.

 

لا تنسى بأن تجعل تفكيرك في المستقبل أيضاً واقعياً، أي : لا تقم بالتفكير بخطط مستحيلة التنفيذ أو أهداف غير حقيقية لأن ذلك سوف يجعلك ترفع من سقف توقعاتك في أهداف مستحيلة وبالتالي سوف تُصاب بالإحباط عند عدم تحقيقها، فاجعل تفكيرك واقعي وقابل للتنفيذ في المستقبل، و قُم بالتفكير في هذه الخطط والأفكار المستقبلية تدريجياً، واعلم بأنها أفكار مستقبلية سوف تحتاج إلى الوقت من أجل تحقيقها فلا تتعجل.

 

3- تحسين الحالة النفسية للفرد
 

بالإضافة لتحقيق أهدافنا، فإن التفكير مُبكراً في المستقبل يُحسن من الحالة النفسية للفرد ويساعد في معالجة الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب والصدمات النفسية، إذ أن التفكير بإيجابية في المستقبل يساعد الفرد على تخيل مستقبل أفضل، يستطيع فيه تحقيق أهدافه وطموحه، وتجاوزه للوقت الحالي الذي يعاني فيه من الصعوبات والحزن.

 

 حيث أن هناك دراسة non randomized pilot study ) / 2011) أثبتت بأن الأشخاص الذين كانوا يعانون من الاكتئاب و القلق، أظهروا تطورات رائعة و قد قاموا بالتحسن بدرجة مُذهلة، عندما أمضوا الوقت في التفكير مُطولاً في مستقبلهم بدلاً من الحزن والقلق في التفكير في وقتهم الحالي.

 

كما أن هنالك العديد من الدراسات مثل دراسة أجريت عام 2018 (Prospective writing) التي أثبتت أن التفكير في المستقبل يساعد الأفراد على التخلص من الاكتئاب والقلق.
 

4- مساعدة الآخرين 

 

إن التفكير مُبكراً في المستقبل يؤثر على طريقة تعاملنا مع الآخرين أيضاً، ففي دراسة أجريت في 2018  (Moral imagination study)

 إذ تم إثبات أن الأشخاص الذين يفكرون في المستقبل،أكثر قابلية لمساعدة الآخرين من حولهم، أي أن نسبة العطاء لديهم مرتفعة و أن سلوكياتهم مؤيدة ومتضامنة مع المجتمع، فترى الفرد مُهتماً بما يجري من حوله مع الآخرين، وأكثر شعوراً معهم، فيقوم بتقديم المساعدة بشكل ملحوظ، ومُدركاً لأهمية التضامن مع أفراد عائلته ثم أفراد المجتمع وزملاء العمل، فيكون قادراً على مساعدة الآخرين بشكل كبير.


 

5- زيادة نسبة الإبداع 

 

التفكير في المستقبل يساعد الفرد على التفكير بطريقة مميزة ويجعله ينظر إلى الحياة من منظور مختلف، إذ أنه يسمح لمخيلته بالتفكير في الأمور المستقبلية بشكل إيجابي ومميز، ويجعله يرى حلول منطقية  للصعوبات المستقبلية والتي لا يراها معظم الناس، كما أن نسبة إبداعه  وتطويره لنفسه و مستقبله ترتفع بشكل ملحوظ للغاية.

و ذلك يجعل الفرد يسعى إلى اكتساب مهارات إبداعية تساعده على النجاح في مستقبلهن فيبدأ مثلاً بحضور الدورات التدريبية التي تنمي مهارات الفرد الإبداعية في مجال معين، أو المحاضرات التي تصقل شخصية الفرد بشكل رائع، وتعزز من نسبة إبداعه في مستقبله.
 

6- وعي الفرد تجاه مسؤولياته في الحياة

 

ما يميز الفرد الذي يفكر في المستقبل عن غيره، هو إدراكه للمسؤوليات من حوله، وزيادة الوعي عن ما يتعلق بحياته الآن وحياته المستقبلية، فتراه يبدأ بتحمل المسؤوليات التي يتهرب منها معظم الأفراد، بل وأيضاً يحاول إيجاد الحلول المنطقية للصعوبات التي يواجهها الآن، وزيادة تقبله وتعامله الصحيح مع الصعوبات المستقبلية.

 

الفرد الذي يفكر في مستقبله مُبكراً، يعي مدى أهمية أن يكون الإنسان مسؤولاً عن قراراته ومدى أهمية أن يكون فرداً مؤثرا وفعالا في المجتمع بشكل إيجابي ومُنتج، فلا يكون فرداً مستهتراً تجاه مسؤولياته، ولا يتهرب منها أو يُهملها، بل يكون مُدركاً لجميع مسؤولياته ويسعى إلى تحقيقها بأكمل وجه.

 
 

7- الثقة بالنفس والتفاؤل

 

التفكير في المستقبل يؤثر بشكل كبير على نظرة الفرد للحياة من حوله، فتزداد ثقته بنفسه لمواجهة أي تحديات، و يصبح متفائلاً بما يجري من حوله وبالتالي تراهُ قام بتحديد هدفه ثم بدأ بالسعي بجه كبير وإرادة قوية لتحقيق هذا الهدف، والأهم أنه إيجابي ومتفائل خلال سعيه في ذلك.

عندما يتخيل الشخص مستقبله، يرى بأنه سوف يكون سعيداً جدا في ذلك الوقت، أي حين يحقق هدفه، ويصل إلى نجاحه المستقبلي، فيصبح لدى الفرد ثقة كبيرة جداً بنفسه في الوقت الحالي أثناء أداءه لمهامه الحالية، ويبدأ بالتفكير بطريقة ايجابية ويكون مُتفائلاً في نظرته للحياة، وثقته بنفسه سوف تجعله مستعداً بشكل كامل للوصول إلى طموحه و هدفه المستقبلي.

 

8- التخلص من الضياع والسلبية 

 

التفكير في المستقبل يساعد الفرد على التخلص من السلبية التي من شأنها أن تجعل الشخص مُحبطاً و حزيناً، كما أن الفرد الذي يفكر في مستقبله يكون له هدف ومخططات مستقبلية واضحة أمامه، فهو على معرفة بما سيفعله وأين سيبذل جهوده، لن يكون تائهاً أو ضائعاً بدون طموح أو أهداف،  سوف يكون مستعداً بكامل إرادته للسعي بقوة من أجل تحقيق هذه الأهداف.

التفكير في المستقبل يساعد الفرد على إيجاد مكانه الصحيح في المجتمع وفي المستقبل، ويجعل حياته أكثر تنظيماً ويضيف لها معنى وقيمة كبيرة.

 

9- رفع المعنويات وتحقيق الاهداف

 

إذ أن التفكير الإيجابي في المستقبل له تأثير كبير على رفع معنويات الفرد بشكل كبير وبذل مجهود مستمر للوصول إلى النجاح وتحقيق الأهداف، وكما أنه يجعل الفرد أكثر ايجابية في الحياة فيصبح التفكير في المستقبل هو سبب ايجابيته وسبب تحقيقه لأهدافه أيضاً. 

الفرد الإيجابي يكون في الغالب أكثر قدرة على النظر للأمور من حوله بطريقة سليمة أكثر، وتحيطه بنسبة ايجابية عالية جداً وترفع من معنوياته عند مواجهة صعوبات الحياة، وبالتالي تصبح إرادته قوية  فيكون أكثر قدرة على التعامل مع هذه الصعوبات باحترافية و تُبعده عن الاستسلام والإحباط، وتزيد من نسبة تحقيقه لهدفه المستقبلي بشكل كبير جداً.

 

10- تنظيم الحياة الحالية والمستقبلية

 

من الفوائد المميزة للتفكير مُبكراً في المستقبل، ليس فقط تنظيم مستقبل الفرد بل وتنظيم حياته الحالية ايضاً، وذلك بأن الفرد يكون أمامه مخططاته المستقبلية الذي يريد الوصول إليها وهدفه الذي يحلم بتحقيقه، فيتجنب الوقوع بالأخطاء 

و يقوم بالتركيز بشكل أكبر على تنظيم وقته الحالي وإنجاز المهام التي سوف توصله إلى النجاح في مستقبله.

وبالتالي تصبح حياة الفرد الحالية أكثر تنظيماً وإدارة، وتجعله يبذل مجهوداً في استغلال وقته الحالي بالأمور التي سوف تساعده على إنجاز هدفه المستقبلي.

 

11- المرونة حول التغيرات في المستقبل 

 

الفرد الذي يفكر في مستقبله مُبكراً، تتشكل لديه مرونة حول تقبل البيئة المستقبلية والتعامل مع مختلف الأشخاص بشكل احترافي، فيتقبل ويتأقلم مع المستقبل بشكل أسرع و أفضل من الأشخاص الذين لا يفكرون في المستقبل،الذين يعانون من صعوبات في التأقلم مع التغيير المستقبلي، وغالباً ما يكونوا خائفين من التغيير والتأقلم وتقبل التغيرات المستقبلية.

 وبالتالي فإن المرونة حول التغيرات في المستقبل هي ميزة رائعة يتمتع بها الفرد الذي يفكر في مستقبله مبكراً، وتجعله مُستعداً للتغيير الجذري في مستقبله و تُضيف لحياته القيمة الكبيرة التي يرغب بها.

 

12- الشغف والدافع الإيجابي

 

الشغف هو الرغبة والدافع الذي يحفز الإنسان ويجعل لحياته معنى وقيمة كبيرة، ويجعله مستعداً لبناء بقية حياته، الشغف يزيد من إقبال الفرد على الحياة وحفزه للتفكير وتخيل مستقبله الذي سوف يكون فيه سعيداً و ناجحاً.

والتفكير مُبكراً في المستقبل، يزيد من تحفيز الشخص أولاً ثم دفعه بشكل ايجابي نحو هدفه، والوصول بالنهاية إلى الهدف المستقبلي.


 

كتابة:الهام الديري

تدقيق ومراجعة: منى الحجايا
 

المراجع:

  1. https://greatergood.berkeley.edu/article/item/how_thinking_about_the_future_makes_life_more_meaningful/
  2. https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/21615882/
  3. https://www.bustle.com/articles/174097-13-ways-to-be-optimistic-about-your-future-no-matter-what


 

هل كانت هذه المقالة مفيدة؟

التعليقات (0)

user logo
0 / 200