التغيير المفاجىء

2021-11-14
طارق تيم

التغيير المفاجئ

قِصَّةٌ من نوعٍ آخر في زمانٍ ممتلئٍ بالذكريات، بعضُها أودُّ أن لا أنساه وبعضها أودُّ لو نسيته، عندما كنت في الخامس ابتدائي لم يكن مستوايَ الدراسيّ متقدماً ولا متأخراً  بل كنت متوسطاً، وقد حدثت قصة أريد أن أذكرها لكم وتقول : بأنَّ إدارة المدرسة قد قسمت الطلبة إلى صنفين صنف جعلتهم في فصلين دراسيين وهم الذين يقرأون ويكتبون  وصنفٍ جعلتهم في فصل واحد وهم الذين لا يقرأون ويكتبون، وأنا كنت مع الذين يقرأون في الفصل الدراسي الأول،  ولكن في بدايات الفصل الثاني لا أعرف لماذا المعلمة نقلتني إلى فصل الذين لا يقرأون ولا يكتبون  واستبدلتني بطالبٍ آخر مع أنَّني كنت أُجيد القراءة والكتابة، وكنت حينَها الأول على الأغبياء هههه،  ثُمَّ انتقلت إلى الصفوف الأخرى  ولكن لماذا لا أعرف قد أصبح مستوايَ الدراسي متدنِّياً، ربَّما حينَها لم أكن أعرف ما الهدف من الدراسة، ولكن على كل حال لست نادماً على ذلك، وحينما وصلت إلى الصف العاشر  حدثت المفاجأة :  أصبحت أدرس كُلَّ درسٍ نأخذه بشكل مستمر، وأحببت مادة اللُّغة العربية كثيراً حيثُ إنَّني كنت أدرسها دائماً  وقمت بشرح قصيدة الحمى لأبي الطيب المتنبي،  ومن خلال دراستي لهذه المادة كنا قد أخذنا بحور الشعر العربي  وفهمتها من المرة الأولى وزملائي يشهدون على ذلك، ومن بعد هذه المرحلة قررت أن أصبح شاعراً وبدأت أشاهد دروساً تختص بتعليم بحور الشعر على  youtube وكنت قبل المرحلة الثانوية قد أتقنت جزءاً منها، وقد حاولت كتابة الشعر مرّات عدة وكنت أفشل وأفشل وأفشل  ولكنَّني لم أيأس وفي  الثاني ثانوي تعرفت على الأستاذ حسام الدين البرغوثي  الَّذي أخذ بيدي وساعدني  وأرشدني إلى الطريقة الصحيحة لكتابة الشعر، ومما قاله لي إنَّ الشاعر يجب أن يحفظ آلاف الأبيات حتى يكونَ شاعراً، ويجب عليه الاطلاع  الواسع على لغة العرب، وبعد انتهاء المرحلة الثانوية أنهيتها بنجاح من العام الأول بحمد من اللَّه وحصلت على 79.6 وبعد ذلك انتقلت إلى المرحلة الجامعية  وكنت قد قررت أن أدخل تخصص اللُّغة العربية ودخلت هذا التَّخَصُّص  الَّذي أحب ودرست في الجامعة الأردنية  وبعد عام واحد من دخولي اللُّغة العربية استطعت الحصول على المركز الأول في مسابقة الإبداع الشبابي  على مستوى المملكة  بقصيدة هذا هو رابط الدخول إليها : 

بحمد من الله استطعت اليوم الحصول على المركز الأول في مسابقة الإبداع الشبابي وهي مسابقة على مستوى المملكة اقامها اتحاد الكتاب الاردنيين.

 story story_fbid=1022498364596  

 وكنت قد شاركت بعدها في مسابقة ساجل وهي مسابقة  يتم فيها المساجلة الشعرية بين  المتسابقين وأقصد بالمساجلة أن يقول المتسابق بيت سواءً كان له أم لم يكن ويرد عليه الخصم ببيت يبدأ بالحرف  الَّذي انتهى به البيت الأول سأعطيكم مثال عيدٌ بأيَّةِ حالٍ عدتَ يا عيدُ بما مضى أم لأمرٍ فيكَ تجديدُ  يرد عليه فيقول دقّاتُ قلبِ المرءِ قائلةٌ له إنَّ الحياةَ دقائقٌ وثواني، وحصلت في هذه المسابقة على المركز الأول بحمد من اللَّه وقد أنهيت دراسة اللُّغة العربية لمرحلة البكالوريوس بمعدل:  امتياز  3.70 من 4  وأكمل دراسة الماجستير  في اللُّغة العربية  في الجامعة الأردنية، وأعمل معلماً لدى وزارة التربية والتعليم، وأتمنى أن أكون قد نلتُ إعجابكم كما أشكر والدتي ووالدي على الدعم الكَبير الَّذي قدَّماه لي وأشكر كُلَّ من قدَّمَ لي العون والدعم.

أخبرنا لنستفيد!

هل تغيرت بشكل مفاجىء أم لا؟
 

كتابة وتدقيق: منى الحجايا
 

هل كانت هذه المقالة مفيدة؟

التعليقات (2)

user logo
0 / 200

الاسم : Hasan Tayem

طارق الغالي، الله عليك الله،
والله انك قدها.
الي صار معك في المدرسة لا يدل الا على جهل عدد من المعلمين في التعامل مع الطلبة

إقرأ المزيد
0

الاسم : Hasan Tayem

طارق الغالي، الله عليك الله،
والله انك قدها.
الي صار معك في المدرسة لا يدل الا على جهل عدد من المعلمين في التعامل مع الطلبة

إقرأ المزيد
0