إنجليزي من الصفر، شكراً ماما

2021-11-13
هيا النوباني

هيا النوباني  خريجة اللغة الانجليزية التطبيقية عام 2021 م. 

بدأت رحلتي منذ  مرحلة التوجيهي في 2017م بعدما حصلت على معدل 96 وكان حلمي حينها أن أصبح  محامية وأدرس  في كلية الحقوق تخصص القانون، ولكن ليس كل ما نتمناه نستطيع الحصول عليه. أول شخص   عارض حلمي والدتي ولم ترفض القانون فقط وإنما رفضت كل تخصص إلا تخصص اللغة الانجليزية وذلك لأنني فتاة والفتاة مكانها المدرسة. حينها صعب علي الأمر ولم يكن لدي أي خيار آخر لأنني أريد أن أدخل ويتم قبولي في الجامعة. كان   أول يوم للتسجيل في الجامعة من أسوأ أيام حياتي ليس لأنني لم أدخل الدخل الذي طالما حلمت به ولكن لأنني لم أكن أحب اللغة الانجليزية ولا استطيع تركيب جملة واحدة. إذ تم قبولي في تخصص اللغة الانجليزية التطبيقية وبدأت المعاناة مع أول محاضرة كان الدكتور حينها لا يتكلم الا اللغة الانجليزية وكان معظم الطلاب يتفاعلون معه وكنت أرغب أن اصبح بذلك لكن لم يكن لدي اللغة. إذ إنني بقيتُ  أول شهرين أذهب الى المنزل وأسقط في البكاء واحاول جاهدة إقناع عائلتي ولكن من غير نتيجة. أتذكر حينها في أول مادة لي في الجامعة أحاول أن أشارك واتحدث وأكتب ولن أنسى ما قاله لي دكتور في إحدى المواد:"   " انا ما بعرف من وين بتجيبي الجرأة تطلعي تكتبي بهيك لغة ضعيفة". بقيت في نفس المستوى في اللغة وكنت حينها مُحبطة بشكل كبير إلى أن رسبت في أول مادة!. بعدها أدركت أنه يجب علي أن أجد حلاً واقعياً لما يحصل! ووجدت نفسي بين خيارين، أولهما أستمر في نفس مستوى اللغة وتضيعُ أيامي هكذا أو أبدا من الصفر وأرضى واتأقلم وأُغيّر! واخترت الخيار الثاني وهو الذي أصبحت عليه الآن.

بدأت من هنا أعمل بجهد خصوصاً على الجانب الإجتماعي لانني كنت خجولة جداً وعلاقاتي كانت محدودة حينها وتأكدت  أن هذه خطوة ممتازة لتعلم أي لغة. استمريت في أوقات الفراغ أحضر ورشات ودورات متخصصة بالقيادة والتواصل والتحدث أمام الجمهور. و كنت أذهب الى  Speaking clubs مع أشخاص لا أعرفهم حتى أستطيع أن أمارس اللغة معهم وكل شيء أتعلمه في الجامعة. وكنا أن العمل التطوعي له دور كبير في تسريع عملية التعلم. أصبحت في السنة الثالثة وكانت أول ورشة لي في مهارات التحدث أمام الجمهور public speaking  وأذكر حينها أن التغذية الراجعة قوية لدرجة أصبحت كل فترة أُنضم ورشة معينة مع تعلم أشياء جديدة. 

كان معدلي في السنة الأولى ٢.٧ وحالياً تخرجت بمعدل ٣.٨٨ ومدّربة معتمدة لتعلم اللغة بطرق حديثة ومهارات التحظث باللغة الانجليزية  Fluent 100%.

هذه هي قصتي التي ربما تكون بسيطة لمعظم الطلاب ولكنني متأكدة إنها سوف تصل إلى أشخاص يعانون من نفس الظروف وخصوصاً الإناث.

لا تستلموا وتتسمحوا للمجتمع والناس أن يحدد من أنتم وأين يجب أن تكونوا!

أثبتوا أنفسكم بنجاحكم و دائماً استمروا في الركض خلف أحلامكم!

و تذكروا دائماً إنه مهما حصل فإن رؤية الإنسان محدودة بالنسبة لمقادير الله واختياراته.

 

أخبرنا لنسفيد!

ما هي الأسس  التي بناءاً عليها اخترت تخصصك الجامعي؟
 

كتابة وتدقيق: منى  الحجايا

هل كانت هذه المقالة مفيدة؟

التعليقات (0)

user logo
0 / 200