خمس سنوات على التوالي من الإصرار للحصول على مقعد الطب

2021-10-27
روان درابسة

قصة حُلم وآمال وطموح (خمس سنوات وثمان شهادات توجيهي للحصول على مقعد طب) 

بدأت حكايتي في الخامسةِ من عمري، عندما كان والداي يلقبونني بالدكتورة روان وقبل أن أعرف معنى كلمة دكتورة ظننتها ملازمة لأسمي وجزء منه، آنذاك أصبح هذا الحلم ينمو ويترعرع بداخلي وصورتي كطبيبة لا تفارق مخيلتي ….

كنت متفوقة بالمدرسه جداََ ومتميزة حتى وصلت الى مرحلة الثانوية العامة عام ٢٠١٦م وكانت حينها من أصعب المراحل في تاريخ الثانوية العامة، لا أعلم بالتفصيل ما الذي حصل لكنني وثقتُ بنفسي وبقدراتي كثيراََ ونتيجةً لذلك تولدَ لدي شعور من اللامبالاة من الثقة العالية في تلك الفترة، إذ أن رغم دراستي واجتهادي حصلت على المعدل ٧٨.٢، وكانت أكبر خيبة أمل في حياتي وحياة عائلتي، لكن يبدو أننا أحياناً نحتاج للصفعات والعثرات لنصبح أقوى وأيقنت أن البقاء دائماََ للذي لا يهابُ خوفاً ولا فشلاََ من أجل تحقيق الطموح. ونعلم أن حاجتنا إن فاقت قدرتنا البشرية فهي لن تفوق قدرة اللّٰه ودفنتُ الشهادة ولم اقدم على الجامعة.

وقررت الإلتحاق في التوجيهي  مرة أخرى مع إعادة جميع المواد عام ٢٠١٧ ، لكن هذه المرة سلكت طريقاََ مختلفاً تماماً، وقفت على ناصية الحُلم أُحارب، أُقاتل، أَزهُر.. يستحيل أحياء الزهرة بعد مماتها ولكنني سأفعل بأذن الله وبقدرته، إذ سهرت الليالي وبذلت كل الجهد والفضل لله ثم للوالدين وأختي الدكتورة رهف رغم أنها تصغرني بعامين لكنها كانت سنداََ بكل اللحظات وجبالاََ من القوة تمنحني في كل مرة. حصلت على معدل 90 هذه المرة، لم يكن المعدل المطلوب لكن اثبت جدارتي وارتفع 12 درجة معدل عن الذي قبله، هنا استعدت ثقتي بنفسي.

عارضني الكل بشدة عندما قررت عدم الالتحاق بالجامعة مرة أخرى واقترحوا أن اختار أي تخصص في الجامعة ثم بعد ذلك يمكنني رفع معدلي الى المعدل المطلوب، وقدمت مرة أخرى عام 2018 في مساقين واصبح معدلي 94 ولكنه للأسف لن يوصلني الى حلمي المرجو، والعائلة لم تتوقف أبداً عن الدعم المقدم لي، وفي نفس الوقت كانت اختي في مرحلة التوجيهي ايضاً. وفي 10 من شباط أُغلقت كل الأبواب الا بابه سبحانه وتعالى إذ اتذكر حينها إنني قرأتُ سورة يوسف وغرقت في الدموع والنوم معاً و أيقظتني أمي صباحاً على صلاة الفجر وهي تقول أريد منك أن تلتحقي مع اختك في التوجيهي هذه المرة. وكنت حينها قد انخرطت في فصلي الجامعي. وقدمت مرة اخرى وحصلت على معدل 95 وكما حصلت اختي على معدل 92 وكان الحد الأدنى له في جامعة مؤتة 5 أعشار عن وصولي الى حلمي المنتظر وكنت مؤمنة أن هذا اختبار الله لصبري.

استمر الإصرار والاجتهاد لدي ولدى اختي وفي المرة الرابعة على التوالي في 2019 حصلنا على معدل 96 ولأن تخصص الطب قبوله بشكلٍ سنوي وبعد كل هذه المحاولات والصبر ازداد الصبر والإيمان ثم في 2020 حصلت على معدل 98.6 وتم قبولي تخصص الطب في جامعة اليرموك واختي حصلت على معدل 98 وتم قبولها في تخصص دكتور الصيدلة في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية.

لم أكن أُقاوم لوحدي، أبي وأمي وأختي كانوا مصدر إلهامي إذ عهدت والداي بعد أن فقدا الأمل بأنني سأحقق ما تمنيته وما تمنوه، عهدتهم بأنني سأظل دائماً ابنتهم الشغوفة الحالمة الطموحة، قاومتُ العواصف والرعود والزلازل وكثيراُ من الطقوس، قاومتُ لأُزهِرَ حُلمي واتلمس ربيعه وفعلت الحمدلله.

صدقوني لا مستحيل في الحياة يا رفاق لا تستسلموا، قاوموا.

شاركنا ما الذي تعلمته من قصة روان المليئة بالإصرار والمقاومة لتحقيق الحلم؟ 

كُتابة: مُنى علي الحجايا

هل كانت هذه المقالة مفيدة؟

التعليقات (0)

user logo
0 / 200