أنا مريم … من كلمة إلى رواية

2021-10-27
مريم العودات

أنا مريم خالد العودات، أحب كتابة اسمي الثلاثي تكريماً لأبي علناً على ما أهداني و قدم لي مذ كنت أختبئ خلفه إلى أن علمني كيف أقف أمام كلماتي

 

  أكتب منذ كنت طفلة صغيرة، بدأ الأمر بكتابة قصص بسيطة  كان أولها قصة  " راعية البقر " ، ثم حاولت كتابة مجموعة قصاصات شعرية متفرقة - احتفظت بها معلمتي - إلا أنني لم أجد نفسي بها ! حتى وصلت لكتابة الخواطر والأفكار.

  ومع القراءة المستمرة للكتب و تنوعها، وحرص أمي الشديد على تعليمي و تقويمي نباتاً صالحاً عزمتُ على كتابة أول رواية لي، مختبئة خلف الأدب حتى يتيح لي أن أُوجِّه القارئ لرؤية الجميل ودرء المفسدة وبرهان الصحيح و تعليل التحريم و نبذ الخاطئ كل هذا كان يدور في فكر طالبة بعمر ال١٥، حتى عزمت على البدء و كتبت أول أسطري و ما لبثت حتى انسابت الكلمات من يدي و تهافتت علي شخوص و خيالات تشاركني مرقدي حتى انتهيت من قصِّ ما تُريدُ و أريدُ ! 

روايتي الأولى بنفسجي بعمر ال١٦، و أكملت مسيرتي في الكتابة بنفس الشغف و الهدف وهو إدراج الفكر والثقافة بين السطور وعدم الاكتفاء بالقصص الخيالية، فما فضل ذلك الكتاب عليك إن لم يلمس بك قلباً أو عقلاً، شعوراً أو منطقاً ؟ ثم كتبت روايتي الثانية " عبير يا إرم " لتُنشر في عام عشرين واحد وعشرين.  

   سرد الرحلة السريع يمحو تسلسل الليالي الباردة  ليبقي تلك النهارات المشمسة، حيث واجهت روايتيّ العديد من المشاكل الاجتماعية التي تمثلت بالإنتقاص من قدر الكتاب لصغر عمر الكاتبة و الامتناع  حتى عن قراءته أو تقييمه. أما  المشاكل المادية  تمثلت برؤية واقع الأدب التجاري في منطقتنا العربية الذي يحتاج  لرأس المال الذي قد يقتل أي فكرة إن لم تباشر بعملها!

 لذلك أنت بحاجة إلى الإيمان بما وُهِبت والوقوف خلف ما كتبت احتراماً وأمامه دفاعاً، فأظلم وأصعب ما قد يصل الإنسان نفسه إلى فقدان الثقة و فتور الإيمان في قلبه.

  وصدقني يا عزيزي القارئ بأنك واجدٌ ذلك الوقت الضائع، فلا علاقة لمواد الدراسة أو تخصصك الجامعي بالركض خلف حلمك ، فإمساك عجلة القيادة بكلتا اليدين أيسر من يد واحدة تتحرك في اتجاه واحد ... تلك العجلة هي صحتك و حياتك وأحلامك، فلا العلم يكفي لملئها ولا الهواية، من حقك على نفسك بناء ذلك الملجأ السعيد والمفرغ المفيد لما تريد وتحلم، فلا تُقصر بحقوقك أو واجباتك و حلالٌ عليك ما ستجني هذه الشخصية من تجارب و مكاسب. 

   وما المكسب بالعائد المادي دائماً، قد يكون بأثرٍ طيب وكلمة عَبِرَة تتطاير أريجاً في ذكريات من مرّ اسمك عليه.

أخبرنا ما الذي تعلمته من قصة الكاتبة مريم؟ 

كُتابة وتدقيق: منى  الحجايا

هل كانت هذه المقالة مفيدة؟

التعليقات (0)

user logo
0 / 200