قد يكون قرار العمل أو الدراسة بعد التخرج صعبًا؛ فمن ناحية تشعر بأن عليك إيجاد عمل بعد دراستك في الجامعة لمدة ثلاث سنوات أو أكثر، ومن ناحية أخرى قد ترغب في الحصول على درجة الماجستير بهدف اكتساب المزيد من الخبرة.
لكن هل يجب أن تدرس الماجستير مباشرة بعد التخرج بدرجة البكالوريوس؟ أم يجب أن تنتظر بضع سنوات لتكون طالبًا مرة أخرى؟ ما هو القرار الأنسب بالنسبة لك؟
في الحقيقة لا توجد إجابة مثالية على هذا السؤال، لكن في هذا المقال يرد ذكر بعض العوامل التي تؤثر في قرار إكمال الدراسات العليا أو العمل، والتي من شأنها مساعدتك في تقييم خياراتك.
أسباب قد تجعلك ترغب في دراسة الماجستير بعد التخرج
وتشمل ما يلي:
بعد التخرج، يكون الطالب متحمسًا، كما أنه معتاد على الذهاب إلى الفصول الدراسية وأداء الواجبات والدراسة للامتحانات دون تذمر مستمر بوجود الكثير من الأمور التي عليه التعامل معها إلى جانب الدراسة.
من ناحية أخرى، فإن الأشخاص الذين يؤخرون دراسة الماجستير حتى يتمكنوا من بدء العمل والحصول على راتب بهدف الحصول على بيت وتكوين أسرة وما إلى ذلك، يقومون في نهاية المطاف بإلغاء مخططات إكمال الدراسات العليا.
بعض الطلاب يختارون تخصصاتهم دون أن يكونوا مدركين بشكل تام لمستقبلهم المهني في هذا التخصص، وبالتالي يتعرضون لصدمة بوظائفهم أو الاتجاه الذي تسير فيه حياتهم المهنية ولا يكونون مرتاحين لها بعد التخرج.
لذلك تساعدك درجة الماجستير في الحصول على نظرة عامة حول المجال الذي تختاره، بحيث يكون مناسبًا لشخصيتك ولأهدافك وتطلعاتك.
قد يكون وجود فجوة بين الأجيال أمرًا مزعجًا، حيث لن يكون لديك الكثير من النقاط المشتركة مع الجيل الأصغر سنًا، لذا إذا درست مع أبناء جيلك سيكون الأمر مريحًا بشكل أكبر.
أسباب قد تجعلك ترغب في تأجيل دراسة الماجستير
وتشمل هذه الأسباب ما يلي:
من أكبر الميزات لحصوك على درجة الماجستير في مرحلة لاحقة من حياتك هو أنك تمتلك بالفعل خبرة في العمل، ولديك فكرة واضحة عما تريد.
كذلك ستكون الفصول الدراسية أسهل في الفهم بالنسبة لك بسبب خبرتك العملية.
إن الحصول على درجة الماجستير يعني أنك ترغب في التخصص في شيء ما، ونظرًا لتجاربك وخبرتك في الحياة ستكون قادرًا على تحديد ما تريده بالضبط.
لنفترض أن لديك عملًا ما، وكنت ترغب إكمال الدراسات العليا في تلك الفترة؛ يمكنك بسهولة أخذ استراحة من العمل، وحينها ستكون قادرًا على تحديد ما إذا كانت وظيفتك السابقة هي بالتحديد ما تريد، أم أنك من الأفضل أن تغير مسيرتك المهنية.
عند إكمالك للدراسات العليا في وقت لاحق من حياتك، ستكون قادرًا على دفع الرسوم الدراسية بنفسك دون أن تكون عبئًا على عائلتك، كما ستتمتع بتجربة مستقلة.
أسباب قد تجعلك تتراجع عن دراسة الماجستير
هناك بعض العوامل التي قد تجعلك تفكر بالتراجع عن دراسة الماجستير، وتشمل ما يلي:
يعتقد الكثير بأن دراسة الماجستير تؤدي إلى تحسين فرص التوظيف لديهم، وهذا ليس صحيحًا بالضرورة.
هناك قدرة تنافسية مذهلة على الوظائف بين الخريجين، لذا لن تكون درجة معينة هي التي ستجذب الانتباه، بل ستكون خبرة العمل ذات الصلة.
من المعروف أن دراسة الماجستير تستغرق وقتًا وجهدًا، ناهيك عن الرسوم العالية لهذه الدراسة.
أسباب تجعل العمل بعد التخرج خيارًا أفضل
من الضروري أن تصقل مهاراتك بقدر الإمكان، ولن تستطيع فعل ذلك إلا باكتساب خبرة عملية. ويعد اكتساب الخبرة في العمل أمرًا بالغ الأهمية للأسباب التالية:
بالذهاب مباشرة إلى العمل بعد التخرج يمكنك:
ضرورة بناء المهارات
بناء المهارات أمر لا يقدر بثمن، خاصة المهارات التوظيفية مثل مهارات الذكاء العاطفي. بالتأكيد سوف تتساءل ما هو الذكاء العاطفي؛ إنها القدرات المهمة التي تعتبر ضرورية للتوظيف.
تشمل المهارات التوظيفية الأساسية ما يلي:
من الضروري أن تكون قادرًا على التعبير عن نفسك بوضوح سواء من خلال كتابة المخاطبات الإلكترونية أو التحدث بشكل مباشر.
الإبداع في إيجاد الحلول للمشكلات المختلفة
القدرة على التعامل مع المواقف المختلفة والاستجابة للتعقيدات دون التراجع أو تأخير في التقدم.
وهذا ليس مجرد القدرة على العمل مع الآخرين، إنما يتعلق الأمر بالقدرة على العمل مع أي شخص وإشراك مهاراتك الشخصية في ذلك
القدرة على تقديم صورة إيجابية للعمل أو لمكان العمل لأي شخص
الحماس لتحقيق الأهداف بقوة الإرادة والاعتماد على الذات
جميع هذه المهارات مطلوبة من أي خريج؛ يمكن أن تكتسبها خلال فترة الجامعة ولكن لا يمكنك تطويرها إلا من خلال اكتساب خبرة عملية تجعلك تستخدم هذه المهارات على مشاكل وأحداث عملية حقيقية.
سبق أن ذكرنا أنه لا يوجد إجابة مثالية لسؤال “العمل أم الدراسات العليا”، فلكل شخص ظروفه المختلفة. ومن المهم أن تكون واثقًا من القرار الذي تتخذه قبل الإقدام عليه؛ فترك نفسك في شك أو غير متأكد من المسار الذي سلكته سيؤثر سلبًا بثقتك في المستقبل. لذا اعمل على تقييم العوامل التي سبق ذكرها قبل اتخاذك لقرارك حاول الموازنة بين هذه العوامل بحيث تتخذ قرارًا يناسبك.
المراجع