نظرًا للظرف الوبائي الذي يعاني منه العالم في الوقت الحالي، وتأثُّر الكثير من القطاعات بانتشار فايروس كورونا بما في ذلك قطاع التعليم العالي، تعيّن على المؤسسات التعليمية إغلاق أبوابها ووضع خطط جديدة لتسيير العملية التعليمية عن بعد دون اللجوء إلى زيارة الحرم الجامعي لتحقيق مبدأ التباعد الاجتماعي ومنع انتشار الفايروس.
شكّل هذا الموقف تحديًا لنظام التعليم في جميع أنحاء العالم وأجبر الأكاديميين على التحول إلى نظام التعليم عن بعد عبر شبكة الإنترنت بين عشية وضحاها؛ الأمر الذي وضع عبئًا إضافيًا على كل من الطلبة والكوادر التدريسية للتكيف مع الوضع الجديد.
فما أثر جائحة كورونا على الجامعات؟ وكيف استجابت الجامعات لذلك؟ وكيف يمكن للطالب التكيف مع هذه الظروف؟
إن تأثير الجائحة على الكليات والجامعات معقد للغاية وله العديد من الأوجه سواء كان ذلك في مجال التدريس أو الرسوم الدراسية أو قروض الطلاب أو عمليات القبول حيث تركت انطباعًا كبيرًا وربما دائمًا.
أجبر فيروس كورونا المؤسسات التعليمية على إعادة تصور كيفية تقديم تجربة تعليمية تفاعلية عن بُعد ويعتبر هذا أكبر التحديات، لكن في المقابل فقد وفر فرصة للتخلص من العادات القديمة وخلق أنظمة تعليمة جديدة أكثر تأثيرًا بالاستفادة من التكنولوجيا.
بالإضافة إلى ذلك أصبح التعليم الجامعي عبر القارات متاحًا بشكل أكبر عبر الإنترنت، ولم تعد هناك حاجة لقطع مسافات كبيرة لأخذ الدروس الجامعية.
حققت الكليات والجامعات وحتى المدارس تحولًا هائلًا نحو التعليم عن بعد، وكان القيام بذلك بفترة زمنية قصيرة مثيرًا للإعجاب، لكن لا يزال الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفون يكافحون من أجل التكيف مع برنامج تدريسي كامل عبر الإنترنت.
على الرغم من نجاح الجامعات في تحويل الخطط الدراسية إلى نظام التعليم عن بُعد إلا أن التخصصات التي تتطلب تجاربَ وتطبيقًا عمليًا تواجه تحديًا وصعوبات بسبب عدم القدرة على التواصل المباشر كما هو الحال في التخصصات الطبية.
تتخذ الجامعات العديد من الإجراءات للمساعدة في تحسين العملية التعليمية عن بُعد لدى الطلاب وتشمل ما يلي:
قبل انتشار الوباء كان من السهل على طلاب الجامعة الهروب للدراسة في مقهًى أو مكتبة أو على الأقل في مكان هادئ، لكن الآن الوضع مختلف؛ فالخيار الوحيد المتاح للدراسة هو منزلك، وعليك التكيف مع هذا الوضع الجديد.
إذا كنت تمتلك طاولةً للدراسة في غرفة نومك فستكون هذه بداية رائعة. قم بتنظيم الفوضى وتنظيف غرفتك وإفساح مجال لكتبك وجهاز الكومبيوتر وأي أدوات أخرى تتعلق بدراستك، كذلك قم بإزالة أي شيء لا علاقة له بالدراسة من حولك.
ينطبق هذا الأمر أيضًا على اختيارك لمكان آخر غير غرفة النوم إن لم تكن تمتلك طاولة للدراسة فيها، لكن عليك اختيار مكان هادئ ومناسب للدراسة.
عليك إخبار عائلتك بأوقات وساعات دراستك في كل يوم حتى يعملوا على توفير أجواء هادئة ومناسبة للدراسة وليتجنبوا إزعاجك.
إذا وجدت أنك بحاجة إلى ضبط الضوضاء التي يصدرها الآخرون حولك يمكنك وضع سماعات للاستماع إلى موسيقى تساعد على التركيز تعزلك عن المحيط المزعج حولك، فعلى سبيل المثال إن الموسيقى الكلاسيكية والجاز والهيب هوب تلغي الضوضاء المحيطة بك بالإضافة إلى أنها توفر عاملًا تحفيزيًا للدراسة.
إذا لم تكن تعرف نوع الموسيقى المفضلة لديك يمكنك تجربة أنواع مختلفة لمعرفة ما يناسبك.
حافظ على تركيزك في ساعات الدراسة التي تختارها؛ فكلما كنت أكثر تركيزًا وتفانيًا كلما كان وقت دراستك ذا فعالية أعلى. وإذا تجاوزت الوقت الذي خصصته لدراستك فهذا رائع لأن تركيزك قد ساعدك على الدراسة بجد.
إذا كنت تجد صعوبة في التركيز، خذ استراحة قصيرة للتمدد أو الاسترخاء أو تناول شراب منعش.
إن التركيز في الدراسة أثناء الجائحة خاصة في ظروف الحجر الصحي يعد أمرًا صعبًا، لذلك إذا تمكنت من الحفاظ على تركيزك فتأكد من مكافأة نفسك على هذا الإنجاز!
قد تكون المكافأة مشاهدة ساعة إضافية من البرنامج المفضل لديك أو تناول حلوى لذيذة أو أخذ قيلولة أو فعل أي شيء آخر تستمتع به؛ سيعزز هذا عادات الدراسة الجيدة لديك.
سواء كنت تقرأ من أجل الاستمتاع كقراءة الروايات والقصص والمجلات أو من أجل الدراسة استمر في ذلك؛ فالقراءة تساعد على تقوية المفردات والقواعد والفهم لديك، كما أنها تساعد على تحفيز عقلك في أوقات فراغك.
عندما تضع خطة للدراسة تأكد من وضع أهداف واقعية تستطيع تحقيقها بالفعل. حدد ساعات دراستك بما يتناسب مع وقتك وأعمالك الأخرى إن وُجدت حتى لا تقصر وتفقد الحافز لديك.
لم يكن هذا الانتقال القسري والمفاجئ إلى التعليم عن بعد أمرًا سهلًا. ولكنه في المقابل وفر للمؤسسات التعليمية فرصة للتجربة والابتكار. كما أنه أتاح للطلاب فرصة خوض تجربة جديدة قد تكون مستقبل التعليم الجامعي. لذلك على الطالب أن يتعلم كيف يكون مستعدًا للتكيف مع شتى الظروف ومحاولة خلق بيئة دراسية مناسبة من خلال استخدام أبسط الوسائل المتاحة.